دليلك للتعلم عبر الإنترنت

على مدار السنوات السابقة، أحدث التعلم عبر الإنترنت ثورة في عملية التدريس، حيث غيّر نظرة معظم الناس للتعلم وسمح لنا بتعلم أي شيء في أي وقت.

ومع ذلك، فهناك بعض الأشخاص الذين لم يتعرفوا على مفهوم التعلم عبر الإنترنت بعد، ويشككون في فعاليته. ويؤدي هذا التشكيك إلى عدم رغبتهم في التعامل مع هذا النوع من التعلم. كما يجعلهم يبحثون عن الأساليب التقليدية، بدون علم لمدى تطور عملية التعلم وكيف أن التعلم الافتراضي يؤثر بشكل إيجابي على تلك العملية.

هذه الحالة من عدم المعرفة تأتي من عدم فهم كيفية التعلم عبر الإنترنت، وكيفية الاشتراك في الدورات، والأهم من ذلك، كيفية العثور على أفضل دورة تدريبية تناسب احتياجاتهم.

حيث قد يظن البعض أنه لتعلم لغة أو مهارة ما عبر الإنترنت، يجب أن يكون الفرد خبير في التكنولوجيا، وهذا غير صحيح. بل إن الأمر على العكس من ذلك!توضح بريان تيبلر، مستشارة القبول في كلية سانت سكولاستيكا (CSS) أن الفصول الدراسية عبر الإنترنت قد تطورت على مر السنين وأصبحت سهلة الاستخدام بشكل كبير. حيث أنك تحتاج فقط إلى معرفة الأساسيات: كيفية استخدام جهاز كمبيوتر / لاب توب، وكيفية تصفح الإنترنت.

وبسبب كثرة تلك الأسئلة والاستفسارات عن التعلم عبر الإنترنت، قررنا أن نُجيب عن أكبر قدر ممكن منها في هذا الدليل. كما أننا أضفنا أهم وأفضل برامج تعلم اللغات التي قد تحتاجها، بالإضافة إلى بعض المعلومات الأخرى التي تخص التعلم عن بعد.

لنبدأ بالأساسيات، كيف تقسّم الدورات عبر الإنترنت؟

يختلف بناء الدورات التدريبية لتعلم اللغات عبر الإنترنت من موقع أو تطبيق لآخر، لكن غالبًا ما تحتوى الدورة على مقاطع فيديو مصورة، أو مقاطع فيديو مباشرة، أو مزيج بين الاثنين. 

تنقسم مقاطع فيديو المباشرة إلى جلسات فردية وجلسات جماعية؛ يمكنك أن تختار ما يناسبك أكثر وما يجعل تركيزك أعلى.
ويمكنك أن تصل إلى الدورة من خلال هاتفك المحمول، أو اللاب توب، أو التابلت، أو أي جهاز تكنولوجي آخر، مما يجعل هذه العملية أسهل بكثير.

وتبرمج هذه المنصات لتتابع تقدمك ولتحفظ جميع البيانات التي تحصل عليها من الاختبارات أو الاستبيانات التي تجريها لتتعرف على نقاط ضعفك. كما توفر لك تقارير مفصلة لأدائك وأنماط التعلم لديك حتى تدرك عاداتك في التعلم بشكل أفضل.

وبالتأكيد، يتم تصميم وتخطيط وتنفيذ هذه الاختبارات ومقاطع الفيديو من قِبل مدربين معتمدين يتحدثون تلك اللغة مثل لغتهم الأم. حيث يضع هؤلاء المدربون جهد كبير لتقديم أفضل استراتيجية تعلم للمستخدمين، كما يقوموا بتعديل بعض الأجزاء في الخطة لتناسب احتياجات الجميع، ذلك لأن التعلم عبر الإنترنت يركز على الاحتياجات الفردية لكل متعلم. لهذا يعد التعلم الافتراضي، مقارنة بالفصول التقليدية التي تقام وجهًا لوجه، أكثر فاعلية وجاذبية.

كيف تعمل الدورات عبر الإنترنت؟

لكل منصة عبر الإنترنت منهجيتها وأسلوبها الخاص، لهذا لا يمكنك تعميم هذه الطرق على الكل، لكن لنأخذ Voxy مثال للإجابة عن هذا السؤال.

يعد Voxy موقع مخصص لتعلم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت، قد بني على أساس أهمية تخصيص كل دورة لتتناسب مع الاحتياجات الفردية لكل متعلم. حيث تنشأ دوراتها لتتكيف وتتعدل وفقًا لكيفية تقدم المستخدم كما تحصل على محتوياتها من الحياة الواقعية حتى تضمن أصالة ذلك المحتوى.

ولكن كيف يحدث هذا؟
حسنًا، تحصل Voxy على موادها من أي نوع من المحتوى ينتجه المتحدثون الأصليون للغة الإنجليزية، مثل الأخبار، والموسيقى،  ومقاطع الفيديو لأفراد في موقف حقيقي يطلبون الطعام على سبيل المثال، وما إلى ذلك.

من خلال هذا، يستطيع موقع Voxy التأكد من أن المستخدم يتعلم اللغة الإنجليزية التي يمكنه استخدامها في الحقيقة في المحادثات اليومية.

وهناك سؤال يتكرر كثيرًا عندما نصل لهذه النقطة: “كيف يمكنني أن أتدرب على كل تلك المواد الواقعية التي أتعلمها؟”
يعلم Voxy أنه لكي تتعلم اللغة الإنجليزية بشكل فعلي، عليك أن تمارسها. لذلك تركز هذه المنصة على مبادئ “تدريس اللغة بناءً على المهمات”، والتي تركز على أداء بعض المواقف الواقعية مثل مكالمة خدمة العملاء لسؤالهم عن شيء ما باستخدام اللغة المنشودة. ذلك لأنك حتى تتعلم اللغة، عليك أن تستخدمها وتطبقها في حياتك.

لكن احذر! حيث لا تستخدم كل منصات تعليم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت نفس الأساليب التي تستخدمها Voxy، لكن لكل منصة طرقها الخاصة للتدريس. وبالإضافة إلى ذلك، معظم تطبيقات اللغات ليست مؤهلة لتصبح دورة تدريبية معتمدة؛ حيث قد تبدو أسهل، لكن لا يمكنهم تعليمك لغة جديدة. يمكنك فقط استخدامهم مع الدورة التدريبية عبر الإنترنت إذا كنت ترغب في التدريب أكثر.

وقبل أن تشترك في أي شيء، عليك أن تتأكد أولًا ما إذا كنت مستعد للانتقال من التعلم التقليدي إلى التعلم الافتراضي أم لا.

كيف تعرف إذا كان التعلم عبر الإنترنت مناسب لك؟

1. التنظيم

يجب أن تكون منظم لكي تتابع ما تعلمته، وما إذا كانت هناك أي جلسات قادمة، أو اختبارات، وإلى آخره. وبفضل بعض التطبيقات مثل تقويم جوجل (جوجل كاليندر)، أصبح من السهل تنظيم كل شيء في مكان واحد ووضع تذكير كلما احتجت إليه.

كما تحتاج أيضًا إدارة وقتك، حيث يمكنك التعرف مثلًا على الوقت الذي تتناسب فيه الدورة مع جدولك، ومتى يمكنك المذاكرة لها. ذلك لأن تخطيطك الجيد لأسبوعك يمنع أي ضغوطات لا داعي لها، خاصة إذا كانت لديك التزامات أخرى بجانب الدورة.

2. التفاعل المرئي

لا يوجد داعي للقول أنه في التعلم الافتراضي لن يكون هناك تفاعل شخصي. ومع ذلك، فإننا الآن في هذا اليوم والوقت، اعتدنا جميعًا على التفاعل مع أصدقائنا وعائلاتنا من خلال شبكة الويب العالمية، وإذا كنت لا تزال تدرس، فمن المحتمل أنك قد تواصلت مع أساتذتك عبر البريد الإلكتروني.

لذلك، تعد فكرة التواصل عن طريق الإنترنت فكرة معتادة، بل إن بعض الأشخاص يفضلوها عن التواصل التقليدي لما بها من حرية اختيار من يريدون التواصل معه.

3. التشجيع

التشجيع الذاتي هو مفتاح التعلم عبر الإنترنت. إذا كان بإمكانك تحديد أولويات دراستك، وتحفيز نفسك على تسجيل الدخول ومشاهدة مقاطع الفيديو، ودراسة ما تعلمته، فستكون قادرًا على التعامل مع أي دورة تدريبية عبر الإنترنت.

وهناك ثلاثة أشياء عليك مراعاتها قبل الدخول في هذا العالم الافتراضي.

كيف تختار دورة تدريبية لتعلم اللغة عبر الإنترنت؟

1. المرونة

بما أنك تشترك في دورة تدريبية عبر الإنترنت، فإن موقعك غير مهم، ومع ذلك، فأنت بحاجة إلى اختيار دورة تدريبية مرنة حتى تتناسب مع يومك المزدحم. حيث يقدم Voxy على سبيل المثال، دورات مباشرة عبر الإنترنت على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لضمان أنه كلما احتجت إلى فصل أو جلسة، سيمكنك الوصول إليه.

2. الجودة

إذا قام بتعليمك أي شخص يتحدث الإنجليزية، فلن تتعلم أي شيء في الواقع. يمكنك حفظ بعض المفردات والقواعد النحوية المتنوعة فقط لكن ليس أكثر من ذلك. لهذا السبب تحتاج إلى البحث عن الدورات التي يتم تدريسها من قبل مدربين معتمدين متخصصين في التدريس عبر الإنترنت، لأن الدورات التقليدية لا تشبه التعلم الافتراضي.

تحافظ Voxy على دوراتها عالية الجودة من خلال توظيف مدربين أصليين معتمدين مما يضمن لك أفضل تجربة تعليمية. لأنهم يدركون في هذه المنصة أن الدورة التدريبية الجيدة هي التي تتضمن معلم نشيط وماهر يرعى الطلاب، كما يجب عليهم أيضًا الموازنة  بين هذه الصفات مع الحزم لإنشاء بيئة تعليمية مهنية ومريحة فى ذات الوقت.

3. التنوع

لا تشترك في دورة تعتمد فقط على البرامج ورسائل البريد الإلكتروني لأن الروبوتات ليست كافية لتعليمك كيفية التحدث بلغة ما، فأنت بحاجة إلى نوع من التفاعل البشري.

تستخدم الدورات عبر الإنترنت الجيدة مجموعة متنوعة من أساليب التدريس، بدءً من الجلسات المباشرة إلى مناهج التدريب الفعالة. كما أنها لا يجب أن تركز فقط على تعليمك القواعد النحوية أو المفردات، بل تحتاج لاختيار دورة تكون نظرية وعملية في نفس الوقت. يجب أن تجد بعض التحديات في الدورة التدريبية، ولكن يجب عليك أيضًا أن تحافظ على مشاركتك فيها؛ فإن هذا يحفزك على الاستمرار والمساهمة في الفصل.

كيف تنجح كمتعلم عبر الإنترنت؟

والآن وبعد أن قمت باختيار أفضل دورة تدريبية بالنسبة لك، كيف يمكنك تحقيق أقصى استفادة منها؟

• اطرح أسئلة وأضف إلى المناقشات  التي تقام عبر الإنترنت لتعزيز فهمك لمواد الدورة، وقم بتوسيع نطاق معرفتك.
•  تواصل مع معلمك والمتعلمين الآخرين؛ يميل الطلاب الذين يتفاعلون مع معلميهم وزملائهم في الفصل أيضًا إلى تحقيق أكبر قدر من النجاح في فصولهم الدراسية.
• ادخل على الدورة بانتظام وشارك بها.
• تقبل التفكير النقدي وعملية اتخاذ القرار كجزء من عملية التعلم.
• قم بإنشاء مساحة عمل خاصة بك، وهذه المساحة عبارة عن بيئة تعليمية مخصصة ستدرس فيها، لأنك إذا قمت بإنشاء مكان معين لك، فسوف تقوم بتأسيس روتين. وسواء كانت مساحة العمل الخاصة بك في مقهى محلي أو على طاولة المطبخ، فيمكنك أن تجرب تلك الأماكن حتى تكتشف المكان الذي يعزز إنتاجيتك وتستقر عليه.
• تعرف على أفضل طريقة تعلم بالنسبة لك. فإذا كنت شخص يحب الصباح، فيمكنك الدراسة بعدما تستيقظ من النوم. لكن إذا كنت شخص يجد راحته في الليل، فتأكد من أن تخصص بعض الوقت بعد العشاء لتدرس ما قد تعلمته في الدورة. إننا جميعنا مختلفون، لذلك اكتشاف ما يناسبك بشكل أفضل سيجعل منك طالب ناجح.
• كون صداقات مع المتعلمين الآخرين من خلال تقديم نفسك وتفاعلك في المناقشات التي تقام عبر الإنترنت.
• أنت بحاجة إلى أن تتحمل مسؤولية نفسك ومسئولية تحقيق أهدافك أسبوعيًا. في الدورات التدريبية عبر الإنترنت، لن يكون لديك أي شخص لتذكيرك أو التحقق مما إذا كنت قد انتهيت من مهامك، لذلك عليك أن تكون على دراية بكل ما تحتاج إلى إنجازه.

وفي النهاية

على الرغم من أن التعلم عبر الإنترنت قد يكون شيء جديد بالنسبة للبعض منا، فقد أثبتت دورات التعلم عبر الإنترنت مثل Voxy نجاحها وقدرتها على استبدال الفصول الدراسية التقليدية نظرًا لمرونتها واستعدادها للتكيف مع مختلف الطلاب وحرصهم على التحسين والنمو.